Tema : Tanggung Jawab Seorang Pelajar
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِى
فَضَّلَ بَنِى آدَمَ بِالْعِلْمِ وَالأَعْمَلْ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى
نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ. وَعَلَى أَلِهِ وَالصَّحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ
بِإِحْسَانِ إِلَى أَخِرِ الأَيَّامِ. (أَمَّا بَعْدُ)
حَضْرَةُ المُكَرَّم
وَالمُخْتَرَمِ مُدِيْرُ المَدْرَسَة, أَيُّهَا الاَسَاتِذَةُ الكِرَامِ,
وَأَيُّهَا الطُّلاَّبُ وَالطَّالِبَاتُ الاَحِبَّاءُ, رَحِمَكُمُ الله
قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ, هَيَّا نَشْكُرُ اللهَ
تَعَالَى لِأَنَّ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ نَحْنُ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَجْتَمِعَ
فِيْ هَذَا الْمَكَانِ الْمُبَارَكْ
وَفِي هَذِهِ
الْفُرْصَةِ السَّعِيْدَةِ سَأُقَدِّمُ لَكُمْ خُطْبَةً تَحْتَ الْمَوْضُوْعِ"اَلْمَسْؤُوْلِيَّاتُ
لِلْمُتَعَلِّمِيْنَ وَالْمُتَعَلِّمَاتِ".
أَيُّهَا
الْحَاضِرُوْنَ السُّعَدَاءُ...
لَخَّصْتُ
فِي كِتَابِ "التَّعْلِيْمِ الْمُتَعَلِّمِ" أَنَّ الْوَاجِبَاتِ
لِلْمُتَعَلِّمِيْنَ وَالْمُتَعَلِّمَاتِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ,
وَالْمَسْؤُوْلِيَّاتُ نَفْسُ الْمَعْنَى بِالْوَاجِبَات. إِنْ شَاءَ الله
بِإِذْنِ الله, سَأُبَيِّنُ لَكُمْ عَنْ تَفْصِيْلِهَا بِبَيَانٍ.
اَلشَّرْطُ
الْأَوَّلُ يَجِيْبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَّعْرِفُوْا
مَاهِيَةَ الْعِلْمِ. قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم "طَلَبُ
الْعِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ, إِعْلَمُوْا يَاشَبَابُ, أَنَّ
لَايَفْتَرِضُ عَلَيْكُمْ طَلَبُ كُلِّ عِلْمٍ بَلْ يَفْتَرِضُ عَلَيْكُمْ طَلَبُ
عِلْمِ الْحَالِ, كَمَا قِيْلَ أَفْضَلُ الْعِلْمِ عِلْمُ الْحَالِ وَأَفْضَلُ
الْعَمَلِ حِفْظُ الْحَالِ∙
وَالشَّرْطُ
الثَّانِي هُوَ النِّيَّةُ الْجَيِّدَةُ, فِي حَالِ
التَّعَلُّمِ لَابُدَّ لَنَا مِنَ النِّيَّةِ الْجَيِّدَةِ فِي زَمَانِ تَعَلُّمِ
الْعِلْمِ, لِأَنَّ النِّيَّةَ هِيَ الْأَصْلُ فِيْ جَمِيْعِ الْأَحْوَالِ, كَمَا
قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ
بِالنِّيَات..." أَيْ صِحَّةُ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَاتِ. إِذَا صَلُحَتْ
النِّيَّةُ صَلُحَ الْعَمَلُ, وَإِذَا فَسَدَتْ النِّيَّةُ فَسَدَ الْعَمَلُ
أيها
الإخوان الأَحِبَّاء.
اَلشَّرْطُ
الثَّالِثُ, يَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ
الْإِخْتِيَارُ. أَوَّلًا أَنْ يَخْتَارَ الْمُتَعَلِّمُ عِلْمًا نَافِعًا
لِنَفْسِهِ وَدِيْنِهِ وَوَطَنِهِ وَلِأَهْلِهِ وَلِجَمِيْعِ مَنْ حَوْلَهُ,
وَثَانِيًّا أَنْ يَّخْتَارَ الْأُسْتَاذَ الَّذِيْ لَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ
وَالْأَوْرَاعِ وَالْأَكْبَرُ سِنًّا, وَثَالِثًا أَنْ يَّخْتَارَ الشَّارِكَ
الْمُجِدَّ وَالْوَرَعِ وَصَاحِبِ الطَّبْعِ الْمُسْتَقِيْمِ وَيَجْتَنِبُ
الْكَسْلَانَ وَالْمِكْثَارَ وَالْمُفْسِدَ وَالْفُتَّانَ, حَتَّى يَكُوْنَ
مُتَعَلِّمًا ذَكِيًّا وَصَابِرًا وَصَادِقًا ثُمَّ يَتَنَاوَلَ الْعِلْمَ
اَلشَّرْطُ
الرَّابِعُ هُوَ تَعْظِيْمُ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ.
لِمَاذَا يَجِبُ عَلَى الْمُتَعَلِّمِ تَعْظِيْمُ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ؟
إِعْلَمُوْا يَاشَبَابُ, أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَايَنَالُ الْعِلْمَ وَلَا
يُنْتَفَعُ بِهِ إِلَّا بِتَعْظِيْمِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ, قِيْلَ "الْحُرْمَةُ
خَيْرٌ مِنَ الطَّاعَةِ, أَ لَاتَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ لَايَكْفُرُ
بِالْمَعْصِيَةِ وَإِنَّمَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ الْحُرْمَةِ".
إخوانِيْ
المسلمون السُّعَدَاء.
الشَّرْطُ
الْخَامِسُ يَعْنِي أَنْ يَّتَعَلَّمَ طَالَبُ
الْعِلْمِ بِالْجِدِّ وَالْهِمَّةِ, لِأَنَّ فِي التَّعَلُّمِ يَحْتَاجُ إِلَى
جِدِّ الثَّلَاثَةِ؛ الْمُتَعَلِّم وَالْأُسْتَاذِ وَالْأَبِّ. كَمَا عَرَفْنَا
أَنَّ مَنْ جَدَّ وَجَدَ وَمَنْ زَرَعَ حَصَدَ وَأَنَّ الْجِدَّ وَالْهِمَّةَ
يَفْتَحَانِ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقٌ.
وَشَرْطُ
الْأَخِرُ مِنْ تَلْخِيْصِي عَنْ وَاجِبَاتِ الْمُتَعَلِّمِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ
هُوَ أَن يُّشَاوِرَ ثُمَّ يَتَوَكَّلَ عَلَى الله.
أَيُّهَا
الْحَاضِرُوْنَ رَحِمَكُمُ الله…
أَكْتَفِيْ كَلاَمِيْ
فِي هَذِه المُنَاسَبَةِ, أَقُوْلُ شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى إِهْتِمَامِكُمْ
وَإِنْ وَجَدْتُمْ مِنْ خُطْبَتِيْ خَطَّأً فَهُوَ مِنْ
نَفْسِيْ وَإِنْ وَجَدْتُمْ مِنْ خُطْبَتِي صَوَابًا فَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ،
وَأَخِيْرُ قَوْلِي أُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِيْ بِتَقْوَى الله.
وَالسَّلَامُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه
Komentar
Posting Komentar
Add a comment....